الأفكار
التي يحتوي عليها الكتاب غيرت حياة كاتبه جذريا، فقد تحول من شاب انقطع عن
الدراسة، وعامل في الميناء إلى رجل أعمال وصاحب ثروة كبيرة، وكاتب للعشرات من
الكتب في مجال تنمية الذاتية وريادة الأعمال.
يقوم كتاب
"التهم هذا الضفدع" على فكرة أن الشخص العادي لديه كم هائل من الطاقات
التي لم تستغل بعد، أو تستغل فيما لا ينفع وفيما لا يشكل أي تأثير حقيقي على حياته
ونجاحه، والتي يمكنه استغلالها وتسخيرها في القيام بتلك المهام المطلوب منه
إنجازها والمضي قدما نحو النجاح، من خلال التعرف على الطرق والاستراتيجيات التي يستخدمها
الناجحون المتقدمون في حياتهم والتدرب عليها جيدا.
في هذا
الكتاب يخبرنا براين تريسي بمثل منسوب لـ (مارك توين) وهو:
"إذا كان أول شيء تفعله كل صباح هو
تناول ضفدع حي، فيمكنك المرور طوال اليوم بارتياح لمعرفة أن هذا ربما يكون أسوأ
شيء تفعله طوال اليوم".
حيث اعتمد
الكاتب بشكل رئيسي على فلسفة "إلتهام الضفدع"، للتعبير عن أهم وأكثر
المهام والمسؤوليات أو الأمور المطلوب منك انجازها أو التي لديك رغبة في إنجازها
أو التحديات التي تواجهك يوميا.
"إذا كان عليك أن تأكل ضفدعة حية،
لن يجدي نفعا أن تجلس وتنظر إليها طويلا".
(براين تريسي)
ينصحك
ترايسي بأن تركز على أصعب المهام والبدء بتلك المهمة التي من المرجح أنك تماطل في
القيام بها، بينما القيام بها سيكون له أثر جيد وكبير على بقية يومك، وحينما تنتهي
من أدائها ستحس بقدر كبير من الرضى والراحة، كما أنك ستكتشف أن الأمر لم يكن بتلك
الصعوبة وأن الأمر كان يتطلب منك فقط البدء بالعمل عليها.
ففي معظم
الأحيان الأشياء الثقيلة على النفس تكون هي الأشياء الأكثر أهمية بالإضافة إلى
أنها هي التي لها تأثير كبير وتشكل فرق كبير في النتائج التي تريد الوصول إليها،
ولأنها ثقيلة على النفس لا تحب البدء بها، وتشغل نفسك بأشياء أخرى بسيطة وأقل
أهمية، وكأي شيء أخر هذه الأشياء تستهلك قدر كبير من طاقاتك قبل أن تصل للضفدعة،
وبالتالي لن تكون لك القدرة على أكلها، مما يعني أنك لن تستطيع العمل على
الشيء الصعب وطاقتك أقل، والنتيجة ستقوم بتأجيل وتسويف العمل على الشيء المهم، في
حين لو بدأت منذ البداية بالضفدعة وانتهيت منها، لكنت قد أحسست براحة نفسية كبيرة
وبنشوة الإنجاز، و كان هذا سيساعدك أيضا على القيام بكل الأشياء السهلة التي عليك
القيام بها، وحتى وإن لم تلحق إنجاز الأمور الأقل أهمية، فتأثير الشيء الذي قمت به
سيكون له أثر أكثر بكثير من الشيء الذي لم تقم به.
وللتمكن من
ذلك يكشف ترايسي في كتابه هذا، بالتفصيل عن إحدى وعشرين خطوة عملية قابلة للتنفيذ، ستساعدك في القطاء على المماطلة والتسويف وإنجاز المزيد يوميا.
تبدء هذه
الخطوات بخطوة تهيئة الطاولة، التي تشدد على ضرورة تحديد أهدافك الشخصية بوضوح
وبقدر كبير من الصراحة، وعلى أن تكتبها على ورقة، ثم تحدد وقتا لانهائها ووقتا آخر بديل ثم تضع قائمة لكل شئ يمكن أن تفكر فيه وسيوصلك لهدفك ، نظم قائمة المهام في خطة
حسب الأولويات.
إجعل الخطة
سنوية وابدء بتنفيذ المهام الذى يمكن أن تغير حياتك للأفضل، بخطط شهرية وأسبوعية
ويومية، ولاتنسى أن ترتب مهامك اليومية في الليلة السابقة لكل يوم ورتبها من الأهم
إلى غير الهام.
ويستمر
الكتاب في رصد هذه الخطوات، ويناقش أهمية تطبيق قاعدة 20/80 والمعروفة أيضا
بـ"مبدأ باريتو"، على كافة المهام اليومية مهما كانت، وضرورة ترتيب
الأولويات وفقا لمدى أهميتها، ووضع نتائج الأمور بعين الاعتبار.
كما يناقش
تريسي أهمية الاستعداد الجيد قبل البدء في أداء المهام، وضرورة اتباع قانون
الكفاية المفروضة الذي ينص على أنه لا يوجد وقت كاف لفعل كل شيء لكن يوجد دائما
وقت كاف لفعل الأشياء المهمة.
وينتهي
الكتاب بمناقشة أهمية تنمية القدرات من خلال الراحة، وأهمية التحفيز قبل بدء
العمل، وتوضيح كيفية استخدام المماطلة بطريقة إيجابية، أي المماطلة في المهام
قليلة وعديمة الفائدة حتى يكون لديك وقت كاف لأداء المهام الضرورية، كما يحت
الكاتب على ضرورة تكييف المهام على الفترات الطويلة والقيام بكل مهمة على حدا بعد
تجزئتها إلى أجزاء صغيرة يسهل العمل عليها، وأهمية تطوير الإحساس بالطوارئ لأداء
المهام بسرعة وإتقان.
قراءة ممتعة
الشكر موصول لكم صديقي
ردحذف